أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

الفاشر, شمال دارفور, Sudan
أنا مواطن سودانى مهموم بقضاياه ويخشى الضرر عليه بسبب اهمال حل مشكلة دارفور او تطاولها لما لدارفور من تأثير بالغ على الحياة العامة والخاصة فى السودان فهل من يساعدنا فى بلورة هذا الامر بروح وطنية وقومية مسئولة ؟ نعلم جميعا اهمية دارفور بالنسبة للوطن الكبير السودان وان عدم الاستقرار فيه حتما سوف يؤدى الى مخاطر تهدد سلامة الامة وبلدنا ليس مستعدا للمجازفة بجزء اخر من الارض العزيرة بعد ان تم قطع الجنوب لظروف معلومة فاما ان نتواطا على حل عملى سريع للمشكل الدارفورى واما ان نقبل الخيارات الاخرى وهى مدمرة لنا جميعا وهنا يأتى دور المفكرين المثقفين غير المنتمين الا للوطن فى تعبئة الرأى العام بخطورة هذه المسألة ومن هذا المدخل فان الدعوة مفتوحة لكل من يجد فى نفسه قدرة وفسحة لايصال فكرة منقذة للامة السودانية بعد ان كاد الجميع يغرق فى المصالح الضيقة على حساب المصالح العليا للوطن

الاثنين، 30 مايو 2011

دارفور فى المخيلة العربية

    دارفور  فى المخيلة العربية
استأذن المفكر الدكتور منصور خالد لنستعير عنوان الموضوع من عنوان كتابه الفذ ((جنوب السودان فى المخيلة العربية )) لنبسطه على الحالة فى دارفور والحال فى دارفور لا يسر ومؤلم لحد الغثيان ورغم هذه المعاناة نجد مقتربات وفهم وإدراك الإعلام والمثقفين العرب لا تخرج عن كون الامر مؤامرة يهودية – غربية تهدف لتقسيم دولة عربية كبيرة المساحة والموارد وتعتبر سلة غذاء العرب والعالم .
أن شقيقتنا الكبرى مصر أم العرب وأم الدنيا كان يمكن ان تقوم بدور ريادى لتوضيح الرؤية للعرب لأنها كانت دائماَ  لديها رؤية العرب وعقله إذ لايرى العرب مالا تراها مصر .
عند اندلاع أزمة دارفور كانت العلاقات بين مصر والسودان فى أسوأ الحالات وكان النظامان يتبادلان كل المساوئ وغاب دور مصر الايجابى وترك الامر يسير الى الاتجاه الذى سار اليه بهدف واحد وهو تعزيز وتقوية مبررات مواجهة النظام السودانى مع الغرب والمجتمع الدولى وقد تحقق الهدف فعلاً بأن وصل مرحلة مطالبة الرئيس السودانى لمحاكمته فى جرائم حرب ارتكبت فى دارفور .
فكروا معى لو أن مصر منذ البداية أرادت مصلحة السودان لكان أوضحت الرؤية للعرب وعملوا على حل المشكلة داخلياً  أو فى الاطار العربى أو الافريقى دون مواجهة المجتمع الدولى وتوضيح الرؤية بمعنى توضيح ان مشكلة دارفور مشكلة تنموية فى المقام الاول ثم قسمة السلطة والثروة والضغط عربياً على حكومة السودان للايفاء بمطالب أهل دارفور والمساهمة معها مالياً وتنموياً لحل المشكلة وهناك فرق بين الضغط العربى والضغط الدولى .
على العموم فإن مصر - مبارك صفى حساباته مع الخرطوم على حساب اهل دارفور الذين تم إلصاق تهمة التآمر على السودان مع اسرائيل والغرب بهم وهم بريئون من ذلك بل ضحايا مؤامرات دولية وداخلية وغربية .
أن العرب ظلوا ينظرون للقضايا العربية من منظور ضيق جداً وفق مبدأ انصر...أخاك بغض النظر عن موقفة من الخطأ والصواب لذلك وقفوا مع حكومة السودان ظناً منهم ان متمردى دارفور هم أفارقه يريدون ابتلاع ارض عربيه هكذا فان الجانب العنصري لعب دوراً كبيراً فى تغبيش الوعي العربى .

كان الامل فى الحركات الثورية وحركات الاسلام السياسى ان تكون اكثر وعياً لما يجرى فى دارفور ولكن خاب ظننا اذ اعتبروا مايحدث فى دارفور مؤامرة يهودية غربية – امريكية وصدقوا ان لاسرائيل دوراً فى الامر وزادت عليها تحركات اليمين المتطرف فى الغرب خاصة امريكا والحقيقية ان اليمين المتطرف لديه أهداف خاصة داخليه تريد امتطاء قضية دارفور لبلوغها .

ماهى حقيقية الموقف لدى اهل دارفور ؟
1.   يبلغ سكان دارفور  حوالى عشرة مليون حسب اخر احصاء سكانى فى العام 2008م .
2.   جميع سكان دارفور مسلمون وتقريباً 50% منهم عرب و50% منهم أفارقة مستعربون ويعتبر أكثر مناطق السودان تديناً والتزاماً .
3.   لا يوجد شخص واحد يدعو لفصل دارفور عن السودان كما لايوجد شخص واحد يدعو للاضرار بالعرب والمسلمين ، بل يعتبرون انفسهم حماة الدين والامة .
4.   يرى سكان دارفور أن ظلماً تنموياً لحق بهم اكثر من غيرهم من ولايات السودان وطالبوا بذلك سلمياً ولكنهم تمت مواجهتهم بالسلاح منذ الوهلة الاولى .
5.   انشقاق الحركة الإسلامية فى السودان كان الامر الاكثر ضرراً على قضية دارفور حيث اعتبرت الحكومة ان اهل دارفور انحازوا لجانب الدكتور الترابى فقامت بفصل حوالى 95% من ابناء دارفور من المؤسسات النظامية والخدمية والخارجيه وغيرها ومنع توظيفهم فى اى وظيفة خاصة او عامة فشعر اهل دارفور أنهم استهدفوا بصورة غير إنسانية وغير إسلامية وغير اخلاقية .
6.   هذه الاجراءات أثارت غضب عام ضد الحكومة فكان الوقود الاكبر لتمرد دارفور ثم استمالة الحكومة لبعض القبائل الاقل تعليماً لمحاربة المتمردين خلقت مآسى انسانية لايمكن بأى حال من الاحوال الدفاع عنها من شخص ئؤمن بالله واليوم الاخر وبعد ذلك وما تبع ذلك هى فعل ورد فعل والضحايا هم اهل دارفور .
ومع استمرار الاعلام الغربى المغروض حول مايجرى فى دارفور وببغاوية الاعلام العربى  الذى يردد الرؤية الحكومية على حسب نظرية انصر اك انصر اخاك حدث غبش كبير للوعي العربى وأصبح دارفور فى المخيلة العربية شيئاً غير دارفورنا الذى نعرفه ويعرفه السودانيون .
تنج عن هذا الفهم الخاطئ من قبل العرب أحجامهم عن تقديم المشاريع التنموية لدارفور حتى مصر الذى قدم مشاريع تنموية معتبرة للجنوب وتبعه بعض العرب وهم متأكدون من الانفصال بنسبة 100% فاذا كان المطلوب دعم الاخوة الاشقاء فى السودان ، أما كان الاولى دعم دارفور الذى لايعرف وجهة للدين والثقافة غير الحجاز والازهر أم كان الهدف ترتيب المصالح المستقبلية مع الدولة الجديدة فى الجنوب ؟ وهل العرب مستعدون للشروع فى تقديم الدعم وبناء المؤسسات فى دارفور لاجل نفس الهدف مستقبلاً بعد ان يصل الحال لدارفور للمطالبة بالانفصال الذى هى بالنسبة لهم كمن يبتلع الخمر لازالة الغصة ؟
ايها العرب اجتمعوا وقرروا وشتموا دارفور كما يحلو لكم ولكن ذلك لن يثنى دارفور عن الاسلام والانتماء للأمة ولكنكم اذا استمررتم فى هذا النهج سوف تقنعون الأجيال الدارفورية القادمة انكم فى فترة من التاريخ تعاملتم مع شعب دارفور بعنصرية جاهلة وازدراء وفرطتم فى إخوة يكنون لكم كل تقدير ويعتبرون أنفسهم ممسكات الثقافة العربية والإسلامية فى أفريقيا .
ان دارفور رصيد مهم للغاية للأمة الاسلامية والعربية ما كان ينبغي الازدراء به فى الاعلام العربى ووصم شعبه بانهم متمردون  يأتمرون بأمر إسرائيل والغرب يهدفون لتمزيق السودان والإضرار بالعرب والمسلمين .
متى يعي العرب مكمن مصلحتهم ومتى يستيقظوا من الغفلة التي هم فيها ؟  لعل الدوحة تقوداً أمراً قد يصلح ما أفسده العرب ولنا عودة لدور قطر الشقيقة التى نكن لها اعظم تقدير فى  مقال منفصل.
والله الموفق والهادى الى سواء السبيل

ليست هناك تعليقات:

المتابعون